عزوبية الشباب والرجال ظاهرة بدأت تطفو على السطح، وعلى ما يبدو فان الشاب العربي عموما وفي ظل المشكلات العديدة التي باتت تقض مضجعه فقد ذلك الحلم الوردي المتمثل في ايجاد شريكة حياة مناسبة وبناء اسرة ومنزل.
ترى هل اصبحت العزوبية خيارا وقرارا عند الشباب والرجال؟، هذا الاستفسار افرزته دراسة حديثة اعلنت ان حوالي ثلثي الشباب العربي اختاروا العزوبية بدلا من الزواج.
وبحسب الدراسة التي تناولت بلدانا عربية منها مصر ولبنان وتونس والاردن والكويت فان اسبابا عديدة منها النفسي والاجتماعي والاقتصادي تقف وراء عزوف وبعد الشاب او الرجل العربي عن فكرة الارتباط الرسمي وتكوين اسرة.
ومحليا استطلعنا اراء الفئة المعنية من الشباب الاردني الذي ايدت احصائيات صدرت قبلا عن جمعية العفاف الخيرية التي تعنى بأمور الزواج
حرية .. حرية
الشاب الثلاثيني عزالدين ممدوح قال انه لم يلغ الفكرة تماما الا ان عوامل عدة ساهمت في جعل هذه الخطوة تحتل مرتبة متأخرة في سلم اولويات خياراته واهتمامته.
ممدوح اضاف ان كثير من العوامل ساعدت في بعده عن فكرة الزواج حاليا ومنها الرغبة في مزيد من الاستقلال والحرية،موضحا ان الزواج سيحد من حريتة كشاب بقدر كبير ،سيما ما يتعلق بأمور العمل والعلاقات وحتى السفر.
وعن نفسه قال ممدوح انه فضل اكمال تعليمه الجامعي على الارتباط موضحا انها خطوة لابد منها في نهاية المطاف ولكن وصفها بـ «اللاحقة».
نظرة
ولعل شباب كثر شاركوا عزالدين ممدوح تلك النظرة التي تضع الزواج كمتهم يحد من حرية الرجل بل ويقمعها كما وصف الامر سراج فاضل ،الشاب الذي قارب الاربعين من عمره ولم يرتبط بعد.
فاضل عدد مزايا العزوبية قبل ذكر اسباب عزوفه عن الزواج ،ومما قال «عندما تفكر بالاقدام على خطوة الزواج فانك تواجه افكارا غريبة ومنها حرية المرأة وطلبات اخرى تضع الرجل او الشاب المقدم على الزواج بمكان المتردد بل وقد تزيح الفكرة نهائيا من رأسه».
ووجه سراج اتهاما للفتيات واصفا بعضهن بغير المستعدات لتحمل مسؤولية بيت وزوج واولاد « ،بحسب رأيه . ووفق سراج «فان فتيات كثر بتنا لا يقبلن التضحية باي شيء من حقوقهن حتى تسير الامور، مضيفا ان كثير من القوانين الحالية تنحاز للمرأة وتمنحها جبروت».
امكانياتي لا تسمح
فيما يرى الشاب العشريني منذر سلطان ،ان عدم توفر فرص العمل والسكن هوالعائق الاول في عزوفه كشاب في عمر الزواج عن فكرة الارتباط .ويذهب سلطان في رأيه الى ان تلك المسؤولية المناطة بتوفير السكن والمهر وما الى ذلك من امور مادية تتعلق بالزواج هي ما تجعل الشباب امثاله يتخوفون من الزواج.
سلطان لفت النظر الى نظرة سوداوية بدأت تغزو رأس بعض الشباب واجملها بإحساس الشاب بقلة الفائدة من تأسيس عائلة، وحلل سلطان الامر بأن بعض الشباب باتوا يعتبرون العائلة عبئا عليهم لا يمكنهم حمله، الأمر الذي يجعلهم يستبدلون تأسيس العائلة بعلاقات مختلفة يمكن لهم إنهاؤها بسهولة عند فشلها او مواجهتها لصعوبات او عرقلة،حسب وصف الشاب سلطان.
مخالفة لشرع الله
فيما يرى الاربعيني جابر صلاح، ان في العزوف عن الزواج مخالفة واضحة لشرع الله تعالى. وفي تعقيب له قال ان الشاب بات يلهث خلف تقليعات لا تمس قيمنا وديننا وتعاليمنا ومنها تأخير سن الزواج او حتى الغاء الفكرة تماما.
وفي رأيه كرجل متزوج ولديه اسرة قال ان القناعة هي في ما توفر لديك من سبل العيش البسيطة والتوكل على الله حق توكل، داعيا الاجيال الحديثة الى اخذ العبرة من ابائهم واجدادهم الذين اسسوا عائلات واسر كريمة بعيد عن موضة لا تلائم مجتمعاتنا العربية المحافظة التي بات الشباب فيها يلهثون خلف علاقات تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع»،حسبما قال.
المشاركات
إرسال تعليق