0

الحب بصفة عامة هو مشاركة بين شخصين أما الحب من طرف واحد فهو مشاعر معينة موجودة عند شخص ما لكن بشكل شخصي وداخلي دون إظهار هذه المشاعر والعواطف للطرف الأخر فهو ينفرد بها لنفسه فقط . 


ورأى الطب النفسى أن الحب من طرف واحد يبدأ في مرحلة المراهقة عندما تكون صورة الحب والترابط ليست واضحة وبسيطة ، فكل شخص يحتاج في هذه المرحلة أن يمارس مشاعر الحب دون وجود طرف أخر ، لذا نجد أنفسنا ننجذب إلى قراءة القصص الرومانسية أو مشاهدة أفلام معينة ونرتبط عاطفياً بالأبطال أو بأي شخص نراه مناسباً وبه صفات رائعة كثيرة لشريك العمر . 



وهنا نستطيع ان نجزم ان هذه المشاعر طبيعة جدا ولا يجب ان تنتقضها الأسرة فكل ما يحتاجه المراهق فقط هو مزيد من الرعاية والاحتواء وعدم الضغط على هذا الوتر الحساس واتهمه بالخيال لان هذه المشاعر الحقيقة المتدفقة مشاعر نبعه من ذاته ولا يجب القلق حيال ذلك بل يجب ان نترك الأمور تسير فى مجرها الطبيعى مع الرعاية والاحتواء والمراقبة من بعيد . 



أما إذا استمر الحب من طرف واحد بعد فترة المراهقة فنحن لسنا بحاجة إلى استعمال الطريق المباشر بالبوح عما بداخلنا للطرف الأخر خاصة " المرأة " ، أن هناك طرق مختلفة للبوح بهذا الحب تغني عن الكلام ، وذلك عن طريق التماس بعض المشاعر والعاطفة من الطرف الثاني للتأكد من هذا الحب الحقيقي وهل يشعور به الطرف الأخر أيضا وهل الإحساس هذا والإعجاب متبادل بين الطرفين قبل التصريح به 
ومن هنا تستطيع الفتاة معرفة هل الطرف الأخر يستجيب لها هو أيضاً أم لا قبل أن يتحول هذا الإعجاب إلى حب ثم إلى ألم ثم إلى حالة مرضية مزمنة لا يمكن التخلص منها طول العمر . حيث تترك ألمها وبصمتها وقت أطول مما نتخيل وقد تشوه مفهوم الحب بداخلنا إلي الأبد . 



أن الحب من طرف واحد عائد على شخصية معينة وهي شخصية غير ناضجة عاطفياً أو غير ناضجة في التفكير سواء كان الرجل أو المرأة وهذه هي القاعدة العامة لكن في رأى ان هده القاعدة لها شواذ منها شخصيات بعينها نقبلها في حياتنا لا نملك إلا ان نحبها حب روحى خالص لأنها تستحق هذا الحب وهنا الحبيب لا يحتاج إلى التصريح بحبه لظروف بعينها بل يكتفي ان يمتلك هدا الإحساس الجميل وانه وجد الشخص المناسب الذي يعطيه هذا الإحساس الرقى. فهو حب في الله خالص لوجه الله . 



وفى القاعدة العامة الرجل والمرأة متساويان في نفس المعاناة إذا كان حبهم من طرف واحد ولا يستطيع الطرفان البوح للأخر بطريقة مباشرة خوفاً من رفض الطرف الأول . وإذا استمر عدم البوح مع ألم الحب من طرف واحد أصبحت هنا المعاناه بعينها حيث لا يمكن التراجع عن هذه المشاعر ولا يمكن التصريح بها وقد تمر سنوات العمر هباء فهنا النصيحة اللازمة هو التصريح بالحب والإعجاب فألم لحظة خير من ألم سنوات. 



هو شعور جميل لكنه ناقص لأنه حب من طرف واحد، فهو مؤلم جدا لصاحبه يصيبه باليأس والإحباط، فما أقساه على من يقدر له أن يعشق ويحب، ويتخيل، ويحلم، ويخلص لشخص لا يشعر به، وقد لا يراه في كثير من الأحيان.


هو حلم بعيد المنال، صعب التخلص منه، وهذا ما يجعل نسيانه والتخلي عنه أمرا صعبا للغاية، فقد يفضل المحب في هذه الحالة أن يعيش في حالة الحب هذه دون تراجع، ولكن بألم ومعاناه لا ينتهيان أبدا، فحلاوة الحب يشعر بها الإنسان عندما يبادله شخص آخر نفس الإحاسيس، والشعور، إذ تتوافر مقومات عديدة في هذه الحالة تجعل الإنسان يطير في السماء من الفرح والبهجة، لأنه يستطتيع البوح لحبيبه، فلبوح الحبيبان لبعضهما عن مشاعرهما وإستجابة قلوبهما لهذا الحب أثر كبير في نفس المحبين، هو أثر مبهج وسعيد يعم عليهما معا، أما في حالة الحب من طرف آخر فنرى الإنسان كئيبا، حزينا يميل للعزلة والإبتعاد عن الناس، يخلق له عالما خاصا يستطيع من خلاله التنفيس عن مشاعره، ولكن إلى متى سيظل حاله هكذا، فعمره يضيع هباء، وتثقل نفسه بما لا تطيق فهل من طوق نجاة له.



على كل من يحب من طرف واحد أن يفكر في نفسه ومستقبله، وأن لا يترك فرصة لتزايد هذا الحب، حتى لا يزداد الأمر سوءا، فاستمراره في هذا الحب معاناه كبيرة لا يحتملها قلبه الضعيف، والإبتعاد عنه والتخلص منه معاناة كذلك ولكنها أقل ضررا من الأولى.



أعلم أن القلب يفرض علينا أحيانا ما لا نطيقه ولا نحتمله، وأقدر كل مشاعر جميلة بقلب المحبين، ولكن الحب أمل وحياة سعيدة، فلنجدد بحثنا عن حبيب آخر يبادلنا نفس مشاعرنا حتى ترتاح القلوب المتعبة والجريحة التي لا زالت تنزف بحورا من الدماء حزنا على من لا يشعر بها وبما تحويه من مشاعر جميلة مهملة.. فلنساعد أنفسنا حفاظا على القلوب، فما أقسى جرح القلوب وأعمقه.

الحب من طرف واحد يعني العذاب في صمت. ويعني سهر الليالي والبحث عن الأسباب التي تجعل قلب المحبوب صلبا وبلا مشاعر كالحجر.
الحب من طرف واحد يعني الحزن وطرح الأسئلة المحيّرة التي تظل بلا جواب. ويبقى السؤال الأكثر حيرة من بين كل هذه الأسئلة هو: لماذا لا يحبني/ أو لماذا لا تحبني؟
هناك من يقول بأن الإنسان يستطيع أن يضع حدا لأحزانه وآلامه إذا كان واحدا من "ضحايا" الحب من طرف واحد، وهو أن ينهي العلاقة العاطفية التي يتعذب بسببها في الليل والنهار، ويضع لها حدا نهائيا.
لكن كثيرا من الناس (العشاق والعاشقات) يعجزون عن ذلك، لأن الإنسان يستطيع أن يكون سيّد نفسه ويوجهها كيفما شاء وحيثما شاء، لكن من الصعب، إن لم نقل من المستحيل أن يكون الإنسان سيّد قلبه. فالقلب، خصوصا عندما يخفق بالعشق والغرام يصير مثل حصان جامح بلا قيود في صحراء بلا نهاية.
ما يجعل معاناة من يحب من طرف واحد تتضاعف أكثر، وتشتدّ قسوتها أكثر، هو عندما يرغب في الوصول بعلاقته العاطفية إلى النهاية، أي إلى الزواج.
هنا، وحتى إذا كان الإنسان يعرف جيدا أن محبوبه لا يبادله الحب، إلا أنه يظل مرتبطا به، ويمنّي نفسه لو أن قلب محبوبه يلين في يوم من الأيام، وكلما مرت الأيام والشهور والسنوات يتضاعف حجم الألم والمعاناة، وتصير لحظات الانتظار ثقيلة أكثر، وقد تحدث المفاجأة القاسية، أو الكارثة، ويتزوج المحبوب، ليبدأ جحيم معاناة من نوع آخر.

إرسال تعليق

 
Top